خلق النبى فى معاملة نسائه
صفحة 1 من اصل 1
خلق النبى فى معاملة نسائه
خلق النبى فى معاملة نساءه
الحمد لله الحنان المنان ، الكريم الرحمن ، الذى خلق الإنسان، وعلمه البيان والصلاة والسلام على نبينا محمد عبد الله ورسوله خاتم الأنبياء، وسيد الأصفياء، وإمام الأولياء، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته كما صليت وسلمت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فى العالمين إنك حميد مجيد وبعد:
لقد كانت حياة النبى صلى الله عليو سلم آية على كمال عدالته كما هى آية على صدق نبوته . فقد كان الرسول يعامل زوجاته بالعلم والتسامح والصفح الجميل والتواضع ولين الجانب، والرقة والرفق.
كما اتسم كلامه معهن بالعذوبة والحلاوة ،فلا تفارق حديثه الكلمة الطيبة . ولا تفارق شفتيه الإبتسامة المشرقة ، ثم تتوج أفعاله وأقواله كلها بعدالته المطلقة مع جميع نساءه .
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم-يحسن إلى جميع زوجاته يترفق بهن ويلاطفهن ويداعبهن ، لافرق فى حسن هذه المعاملة وجمالها بين الحبيبة بنت الحبيب عائشة رضى الله عنها وبين بقية النساء بل إنهن جميعاً فى حسن معاملة النبى الكريم سواء .
** ملاطفة ومداعبة النبى لأهل بيته :
ومن أروع ما وقع فى بيت النبى من صور الملاطفة ما كان من إستجابة النبى لرغبة عائشة حين أرادات أن تشاهد لعب الحبشة بحرابهم أمام المسجد الذى تطل عليه حجرتها والمسجد يومئذ فضاء غير مسقوف ، وكان اليوم يوم عيد، ولم يكن الوقت وقت صلاة ،فأذن النبى لعائشة أن تقف خلف ظهره وتضع رأسها وفق كتفه لتشاهد لعب الحبشة بحرابهم ، وتأنس وتتسلى بتلك المشاهدة ، وهى مستريحة قد شبعت نفسها فأستأذنت بالإنصراف وهى راضية فهذه ملاطفة لا يخص بها النبى عائشة بل لو طلبتها منه أى امرأة أخرى لأجابها إليها.
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم- شديد الحرص على أن يعامل رجال أمته زوجاتهم بمثل ما يعامل به زوجاته من أجل هذا كان يقول على مسمع من الناس جميعاً "كل شيء ليس فيه ذكر الله فهو سهوآ ولهوآ إلا أربع خصال "وذكر من هذه الخصال ملاعبة الرجل لأهله".
ولذلك ينبغى أن يتعلم الأزواج أن المرأة فى أمس الحاجة إلى أن تسمع الكلمة العذبة الرقيقة من زوجها ، فالرجل مهما وفر لأمرأته من المال والأمتعة والحلى فإن المرأة تجد فى الكلمة الحلوة الطيبة من السعادة والهناء ما لا تجده فى كنوز المال والحلى .
**كرامة المرأة واحترامها فى بيت النبى:
إن المرأة لم تعرف فى حياتها وفى وجودها وتاريخها كله معانى الإحترام والتقدير والتكريم على النحو الذى عرفته على يد النبى الكريم فى بيته، وعرفته بالقول العفيف الطاهر ، وعرفته بالتطبيق العملى الدقيق، وعرفته فى وصاياه النبيوة التى ما برح يهتف بها فى سمع أبناء أمته ليلآ ونهاراً .
متى كان من أهم وآخر وصاياه قوله "استوصوا بالنساء خيراً"
وكذلك قوله "اتقوا الله فى النساء" أى التزموا الترفق بالنساء والإحسان إليهن ولين الجانب معهن وهكذا قد حفظ الرسول للمرأة حقها وقدرها حيثما كانت .
**مساعدة الرسول زوجاته فى أعمال المنزل :
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم –يساعد زوجاته فى أعمال المنزل وذلك فى وقت فراغه فتقول السيدة عائشة رضى الله عنها "كان يكون فى مهنة أهله ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة" حيث تعنى بقولها "مهنة أهله" أى "خدمة أهله" أى كان يقضى وقت فراغه مشتغلآ بخدمة أهله ، فهو يخدم نفسه ويخدم أهله فيرقع ثوبه ويغسله ويصلح نعله ويعجن خبزه ويحلب شانه ...!) إلى غير ذلك من الأعمال والخدمات التى كان يفعلها عن طيب خاطر لنفسه ولأهله دون ترفع عن شيء منها مادام فى فعلها الراحة والهناء لأهل بيته .
**مناقشة المرأة زوجها حق مشروع لها:
لم يكن النبى الكريم متعسفاً فى تدبير وتصريف شئون زوجاته بل كان سمحآ ميسرآ قد أتاح لزوجاته أن تتصرف كل واحدة منهن لاسيما فيما يستحب من العبادات بما يناسب حالها وسنها ، لا يفرض عليهن نمطآ واحدآ أن يلزمهن به بل تجتهد كل امرأة فى اختيار ما يناسبها .
وهكذا أعطى الإسلام المرأة الكثير من الحقوق الرفيعة الكريمة التى أعلت من شأن المرأة ورفعت من قدرها. فقد أخبر القرآن الكريم أنه لافرق بين ذكر وأنثى فيما يصدر عن الرجال أو النساء من عمل صالح أو سيء عند الله عز وجل وذلك فى قوله من سورة النحل :
"من عمل صالحاً من ذكر وأنثى وهو مؤمن فانحيينه حياة طيبة ولنجزيينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".
وكانت زوجات النبى فى طليعة النساء تفهماً لآيات الله وتعرفاً على حقوقهن ، فقد اجترْن على رسول الله بالمناقشة والمحاورة حول ما يردن فهمه أو ما يردن طلبه وكان النبى صلوات الله وتسليمه عليه يفسح صدره لسماعهن بحلم عظيم وصبر جميل فلا يظهر لهن تبرمآ أو تجهما .
ولذلك كانت جرأة النساء على الرجال ومناقشة النساء للأزواج حقآ شرعيآ ثابتآ بدليل من السنة المطهرة ، وهو إقرار النبى صلى الله عليه وسلم- متمثلآ فى تبسمه من كلام عمر عندما سمع بمراجعه ابنته حفصة الرسول- صلى الله عليه وسلم ومناقشتها إياه فدخل عليه وقال "يا رسول الله لقد رأيتنا وكان معشر قريش تغلب النساء فإذا بنا وقد قدمنا إلى المدينة فو تغلبهم نساءهم ، فتبسم رسول الله-صلى الله عليه وسلم " .
ففى هذا الموقف إنصاف من النبى للمرأة فما أعظم وما أكرم به رسول الله المرأة وما أجل ما رفع به رسول الله من قدرها .
**تشاور النبى الكريم ومناقشته مع أهل بيته:
طبق النبى الكريم فى بيته أسلوب التناقش والتشاور مع أهله على أساس من التقدير والإحترام لما يتكلمن به ويبد فيه من آراء دون تردد ولا تحرج.
ومن أوضح الأمثلة على ذلك ما حدث فى زمان صلح الحديبية حيث عقدت قريش مع النبى صلحآ يقضى بأن يرجع عن مكة هذا العام وهو العام السادس من الهجرة ويعود إليها فى العام السابع.
وقبل النبى ذلك الصلح وأمر أصحابه بالتحلل من إحرامهم وحلق رؤوسهم ونحر هديهم واستاء الصحابة كثيرآ من فوات العمرة عليهم فتباطؤا فى تنفيذ أوامر النبى . فدخل النبى وهو مغموم على أم المؤمنين أم سلمة فقص عليها ما كان من تباطؤ الصحابة وهو يخاف أن يحل عليهم عقاب من الله لمخالفتهم إياه ، فاستمع النبى الكريم إلى مشورة أم المؤمنين حيث اقترحت عليه أن يخرج إلى الصحابة فيحلق رأسه وينحر هديه أمامهم دون أن يكلمهم وقد توقعت بثاقب رأيها و بعد نظرها أن أصحاب النبى إذا رأوه يفعل ذلك فإنهم سيسارعون إلى الإقتداء به فأستحسن النبى رأيها وأخذ بمشورتها ، وفعل مثلما قالت ، وحينئذ فعل الصحابة مثلما فعل فكانت مشورة أم سلمة نعم المشورة وكان رأيها نعم الرأى الذى أخرجه من ضيقه وأنقذ الصحابة من شر المخالفة .
ولذلك يجب على كل رجل أن يقتضى بالرسول-صلى الله عليه وسلم –ويقوم بمشاورة زوجته وأخذ رأيها إذا كان صوابآ .
كما كفل الإسلام أيضآ للمرأة حق المشاورة فى أمر زواجها وأبى الإسلام أن تجبر امرأة على الزواج ممن لا تريد زواجه .
**احترام النبى لمشاعر المرأة :
كان من سلوك النبى الرفيع وهديه الكريم الذى حرص عليه خارج بيته وداخله التنظف والتجمل والتطيب ، فكان من أطيب الناس ريحآ ومن أنظفهم ثياباً ، وكان معتنياً بشعر رأسه ولحيته يرجله ويمشطه ويطيبه ، وبمثل ذلك كان يوصى أمته ويحثهم على تنظيف ثيابهم وتهذيب شعورهم والتجمل والتزين لنسائهم .
كما ترفع النبى الكريم وتنزه عن إهانة المرأة وشتمها وحذر الرجال أشد التحذير من ضربها وإهانتها فقال الرسول –صلى الله عليه وسلم "لا يضرب أحدكم امرأته ضرب العبد فى أول النهار ثم يضاجعها آخره" .
وكان من تحذيره لبعض الرجال قوله "لا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا فى البيت" .
وقد عرف الرسول صلى الله عليه وسلم- برقة الطبع ولين القول وبشاشة الوجه مما أغر النساء المسلمات بكثرة سؤاله والبوه إليه بأدق مشكلات حياتهن الزوجية فى أمان واطمئنان .
ومن أمثلة ذلك ما وقع من امرأة تدعى جميلة أو حبيبة بنت عبد الله بن أبى بن سلول ، فإنها أتت النبى فحدثته عن مشكلتها حيث أنها تبغض زوجها ثابت بن قيس ، وتريد أن تفارقه لشدة دمامة خلقته .فقد أتت النبى فقالت يا رسول الله لا يجتمع رأسى ورأس ثابت أبدآ .
إنى رفعت جانب الخباء فرأيته أقبل فى عدة .فتعنى فى عدد من أصحابه .قالت : فإذا هو أشدهم سوادآ. وأقصرهم قامة وأقبحهم وجهآ فقال النبى –صلى الله عليه وسلم لها "أتردين عليه حديقته"
قالت نعم وإن شاء زدته ففرق النبى بينهما.
وكان هذا أول خلع فى الإسلام كما قال ابن عباس رضى الله عنه.
وفى هذا دليل واضح على أن المرأة لا يجبرها الإسلام على معاشرة الزوج إذا ما بلغ نفورها منه وبغضها إياه .
وهكذا لم يتجاهل رسول الله –صلى الله عليه وسلم-مشاعر امرأة قط فى أى جانب من جوانب الحياة ويشهد بذلك ما كان بينه وبين صفية بنت حيى ابن أخطب الإسرائيلية فقد تحدثت عن مشاعرها تجاه الرسول فى أول زواجها وكيف تبدلت تلك المشاعر بعد ذلك على يد النبى الكريم.
قالت صفية "كان رسول الله من أبغض الناس إلى قلبى إذ قتل أبى وعمى ولكنه مازال يقول لى : ياصفية إن أباك ألب على العرب وفعل كذا وكذا " يعنى يعدد لها مساؤى أبيها حتى صفا قلبها وامتلأ بحب رسول الله"
وهكذا إذا اقتضينا برسول الله فى معاملته لزوجاته ستعم السعادة الزوجية بيوت المسلمين وسنقضى على المشاكل التى تنشأ بين الأزواج وسيصبح الأزواج أكثر حبآ وسعادة .
الحمد لله الحنان المنان ، الكريم الرحمن ، الذى خلق الإنسان، وعلمه البيان والصلاة والسلام على نبينا محمد عبد الله ورسوله خاتم الأنبياء، وسيد الأصفياء، وإمام الأولياء، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته كما صليت وسلمت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فى العالمين إنك حميد مجيد وبعد:
لقد كانت حياة النبى صلى الله عليو سلم آية على كمال عدالته كما هى آية على صدق نبوته . فقد كان الرسول يعامل زوجاته بالعلم والتسامح والصفح الجميل والتواضع ولين الجانب، والرقة والرفق.
كما اتسم كلامه معهن بالعذوبة والحلاوة ،فلا تفارق حديثه الكلمة الطيبة . ولا تفارق شفتيه الإبتسامة المشرقة ، ثم تتوج أفعاله وأقواله كلها بعدالته المطلقة مع جميع نساءه .
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم-يحسن إلى جميع زوجاته يترفق بهن ويلاطفهن ويداعبهن ، لافرق فى حسن هذه المعاملة وجمالها بين الحبيبة بنت الحبيب عائشة رضى الله عنها وبين بقية النساء بل إنهن جميعاً فى حسن معاملة النبى الكريم سواء .
** ملاطفة ومداعبة النبى لأهل بيته :
ومن أروع ما وقع فى بيت النبى من صور الملاطفة ما كان من إستجابة النبى لرغبة عائشة حين أرادات أن تشاهد لعب الحبشة بحرابهم أمام المسجد الذى تطل عليه حجرتها والمسجد يومئذ فضاء غير مسقوف ، وكان اليوم يوم عيد، ولم يكن الوقت وقت صلاة ،فأذن النبى لعائشة أن تقف خلف ظهره وتضع رأسها وفق كتفه لتشاهد لعب الحبشة بحرابهم ، وتأنس وتتسلى بتلك المشاهدة ، وهى مستريحة قد شبعت نفسها فأستأذنت بالإنصراف وهى راضية فهذه ملاطفة لا يخص بها النبى عائشة بل لو طلبتها منه أى امرأة أخرى لأجابها إليها.
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم- شديد الحرص على أن يعامل رجال أمته زوجاتهم بمثل ما يعامل به زوجاته من أجل هذا كان يقول على مسمع من الناس جميعاً "كل شيء ليس فيه ذكر الله فهو سهوآ ولهوآ إلا أربع خصال "وذكر من هذه الخصال ملاعبة الرجل لأهله".
ولذلك ينبغى أن يتعلم الأزواج أن المرأة فى أمس الحاجة إلى أن تسمع الكلمة العذبة الرقيقة من زوجها ، فالرجل مهما وفر لأمرأته من المال والأمتعة والحلى فإن المرأة تجد فى الكلمة الحلوة الطيبة من السعادة والهناء ما لا تجده فى كنوز المال والحلى .
**كرامة المرأة واحترامها فى بيت النبى:
إن المرأة لم تعرف فى حياتها وفى وجودها وتاريخها كله معانى الإحترام والتقدير والتكريم على النحو الذى عرفته على يد النبى الكريم فى بيته، وعرفته بالقول العفيف الطاهر ، وعرفته بالتطبيق العملى الدقيق، وعرفته فى وصاياه النبيوة التى ما برح يهتف بها فى سمع أبناء أمته ليلآ ونهاراً .
متى كان من أهم وآخر وصاياه قوله "استوصوا بالنساء خيراً"
وكذلك قوله "اتقوا الله فى النساء" أى التزموا الترفق بالنساء والإحسان إليهن ولين الجانب معهن وهكذا قد حفظ الرسول للمرأة حقها وقدرها حيثما كانت .
**مساعدة الرسول زوجاته فى أعمال المنزل :
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم –يساعد زوجاته فى أعمال المنزل وذلك فى وقت فراغه فتقول السيدة عائشة رضى الله عنها "كان يكون فى مهنة أهله ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة" حيث تعنى بقولها "مهنة أهله" أى "خدمة أهله" أى كان يقضى وقت فراغه مشتغلآ بخدمة أهله ، فهو يخدم نفسه ويخدم أهله فيرقع ثوبه ويغسله ويصلح نعله ويعجن خبزه ويحلب شانه ...!) إلى غير ذلك من الأعمال والخدمات التى كان يفعلها عن طيب خاطر لنفسه ولأهله دون ترفع عن شيء منها مادام فى فعلها الراحة والهناء لأهل بيته .
**مناقشة المرأة زوجها حق مشروع لها:
لم يكن النبى الكريم متعسفاً فى تدبير وتصريف شئون زوجاته بل كان سمحآ ميسرآ قد أتاح لزوجاته أن تتصرف كل واحدة منهن لاسيما فيما يستحب من العبادات بما يناسب حالها وسنها ، لا يفرض عليهن نمطآ واحدآ أن يلزمهن به بل تجتهد كل امرأة فى اختيار ما يناسبها .
وهكذا أعطى الإسلام المرأة الكثير من الحقوق الرفيعة الكريمة التى أعلت من شأن المرأة ورفعت من قدرها. فقد أخبر القرآن الكريم أنه لافرق بين ذكر وأنثى فيما يصدر عن الرجال أو النساء من عمل صالح أو سيء عند الله عز وجل وذلك فى قوله من سورة النحل :
"من عمل صالحاً من ذكر وأنثى وهو مؤمن فانحيينه حياة طيبة ولنجزيينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".
وكانت زوجات النبى فى طليعة النساء تفهماً لآيات الله وتعرفاً على حقوقهن ، فقد اجترْن على رسول الله بالمناقشة والمحاورة حول ما يردن فهمه أو ما يردن طلبه وكان النبى صلوات الله وتسليمه عليه يفسح صدره لسماعهن بحلم عظيم وصبر جميل فلا يظهر لهن تبرمآ أو تجهما .
ولذلك كانت جرأة النساء على الرجال ومناقشة النساء للأزواج حقآ شرعيآ ثابتآ بدليل من السنة المطهرة ، وهو إقرار النبى صلى الله عليه وسلم- متمثلآ فى تبسمه من كلام عمر عندما سمع بمراجعه ابنته حفصة الرسول- صلى الله عليه وسلم ومناقشتها إياه فدخل عليه وقال "يا رسول الله لقد رأيتنا وكان معشر قريش تغلب النساء فإذا بنا وقد قدمنا إلى المدينة فو تغلبهم نساءهم ، فتبسم رسول الله-صلى الله عليه وسلم " .
ففى هذا الموقف إنصاف من النبى للمرأة فما أعظم وما أكرم به رسول الله المرأة وما أجل ما رفع به رسول الله من قدرها .
**تشاور النبى الكريم ومناقشته مع أهل بيته:
طبق النبى الكريم فى بيته أسلوب التناقش والتشاور مع أهله على أساس من التقدير والإحترام لما يتكلمن به ويبد فيه من آراء دون تردد ولا تحرج.
ومن أوضح الأمثلة على ذلك ما حدث فى زمان صلح الحديبية حيث عقدت قريش مع النبى صلحآ يقضى بأن يرجع عن مكة هذا العام وهو العام السادس من الهجرة ويعود إليها فى العام السابع.
وقبل النبى ذلك الصلح وأمر أصحابه بالتحلل من إحرامهم وحلق رؤوسهم ونحر هديهم واستاء الصحابة كثيرآ من فوات العمرة عليهم فتباطؤا فى تنفيذ أوامر النبى . فدخل النبى وهو مغموم على أم المؤمنين أم سلمة فقص عليها ما كان من تباطؤ الصحابة وهو يخاف أن يحل عليهم عقاب من الله لمخالفتهم إياه ، فاستمع النبى الكريم إلى مشورة أم المؤمنين حيث اقترحت عليه أن يخرج إلى الصحابة فيحلق رأسه وينحر هديه أمامهم دون أن يكلمهم وقد توقعت بثاقب رأيها و بعد نظرها أن أصحاب النبى إذا رأوه يفعل ذلك فإنهم سيسارعون إلى الإقتداء به فأستحسن النبى رأيها وأخذ بمشورتها ، وفعل مثلما قالت ، وحينئذ فعل الصحابة مثلما فعل فكانت مشورة أم سلمة نعم المشورة وكان رأيها نعم الرأى الذى أخرجه من ضيقه وأنقذ الصحابة من شر المخالفة .
ولذلك يجب على كل رجل أن يقتضى بالرسول-صلى الله عليه وسلم –ويقوم بمشاورة زوجته وأخذ رأيها إذا كان صوابآ .
كما كفل الإسلام أيضآ للمرأة حق المشاورة فى أمر زواجها وأبى الإسلام أن تجبر امرأة على الزواج ممن لا تريد زواجه .
**احترام النبى لمشاعر المرأة :
كان من سلوك النبى الرفيع وهديه الكريم الذى حرص عليه خارج بيته وداخله التنظف والتجمل والتطيب ، فكان من أطيب الناس ريحآ ومن أنظفهم ثياباً ، وكان معتنياً بشعر رأسه ولحيته يرجله ويمشطه ويطيبه ، وبمثل ذلك كان يوصى أمته ويحثهم على تنظيف ثيابهم وتهذيب شعورهم والتجمل والتزين لنسائهم .
كما ترفع النبى الكريم وتنزه عن إهانة المرأة وشتمها وحذر الرجال أشد التحذير من ضربها وإهانتها فقال الرسول –صلى الله عليه وسلم "لا يضرب أحدكم امرأته ضرب العبد فى أول النهار ثم يضاجعها آخره" .
وكان من تحذيره لبعض الرجال قوله "لا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا فى البيت" .
وقد عرف الرسول صلى الله عليه وسلم- برقة الطبع ولين القول وبشاشة الوجه مما أغر النساء المسلمات بكثرة سؤاله والبوه إليه بأدق مشكلات حياتهن الزوجية فى أمان واطمئنان .
ومن أمثلة ذلك ما وقع من امرأة تدعى جميلة أو حبيبة بنت عبد الله بن أبى بن سلول ، فإنها أتت النبى فحدثته عن مشكلتها حيث أنها تبغض زوجها ثابت بن قيس ، وتريد أن تفارقه لشدة دمامة خلقته .فقد أتت النبى فقالت يا رسول الله لا يجتمع رأسى ورأس ثابت أبدآ .
إنى رفعت جانب الخباء فرأيته أقبل فى عدة .فتعنى فى عدد من أصحابه .قالت : فإذا هو أشدهم سوادآ. وأقصرهم قامة وأقبحهم وجهآ فقال النبى –صلى الله عليه وسلم لها "أتردين عليه حديقته"
قالت نعم وإن شاء زدته ففرق النبى بينهما.
وكان هذا أول خلع فى الإسلام كما قال ابن عباس رضى الله عنه.
وفى هذا دليل واضح على أن المرأة لا يجبرها الإسلام على معاشرة الزوج إذا ما بلغ نفورها منه وبغضها إياه .
وهكذا لم يتجاهل رسول الله –صلى الله عليه وسلم-مشاعر امرأة قط فى أى جانب من جوانب الحياة ويشهد بذلك ما كان بينه وبين صفية بنت حيى ابن أخطب الإسرائيلية فقد تحدثت عن مشاعرها تجاه الرسول فى أول زواجها وكيف تبدلت تلك المشاعر بعد ذلك على يد النبى الكريم.
قالت صفية "كان رسول الله من أبغض الناس إلى قلبى إذ قتل أبى وعمى ولكنه مازال يقول لى : ياصفية إن أباك ألب على العرب وفعل كذا وكذا " يعنى يعدد لها مساؤى أبيها حتى صفا قلبها وامتلأ بحب رسول الله"
وهكذا إذا اقتضينا برسول الله فى معاملته لزوجاته ستعم السعادة الزوجية بيوت المسلمين وسنقضى على المشاكل التى تنشأ بين الأزواج وسيصبح الأزواج أكثر حبآ وسعادة .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى